الإسكندرية ، عروس البحر الأبيض المتوسط ، منذ الصغر وهي الملاذ الآمن والذي أجد فيه راحتي وانسجامي ، من بداية شبابي وأنا مشتاق لهوائها ونسيم بحرها الجميل الخلاب .
الخدمة العسكرية:
من حسن حظي أن تأتي الخدمة العسكرية في الجيش المصري بالقوات البحرية وتحديداً في لواء المدمرات بقاعدة رأس التين البحرية ، والتي جعلتني أزداد حباً وعشقاً إلى مدينتي الجميلة .
لم أكن مثل الكثيرين ممن يمتعضون من تأدية الخدمة العسكرية ، لأني قررت أن تكون هذه الفترة من حياتي بمثابة رحلة ، بالتأكيد فيها الحلو وفيها المر ، فقمت بتسيير أموري لتكون هذه المدة هي الأفضل في سنين عمري .
البحر والهواء:
شط إسكندرية يا شط الهوا. رحنا إسكندرية رمانا الهوا. يا دنيا هنيه و ليالي رضيه. أحملها بعينيا شط إسكندرية. البحر و رياحه و الفلك الغريب ، هي الأغنية للفنانة اللبنانية الجميلة فيروز والتي كلما اشتقت إلى الإسكندرية سمعت تلك التحفة التي أستعيد بها ذكرياتي .

الابتعاد لفترة:
بعد الانتهاء من تأدية الخدمة العسكرية ورحيلي من المدينة الساحلية ، والتي تعتبر بمثابة الوداع الأليم ، ولكن كان بداخلي يقين تام بأن لنا عودة مرة أخرى ، ولن تكون هذه هي المرة الأخيرة لزيارة حبيبتي .
العودة لحضن الأم :
كان لدي كل اليقين بأنني سوف أعود مرة أخرى ، ولكن هذه المرة برقة زوجتي وابني الصغير ذو الأربع سنوات ، ولطالما حكيت لزوجتي عن جمال اسكندرية وكم أنا أحبها ، والذي جعلها تشتاق هي الأخرى لهذه الرحلة .

فرحة واشتياق :
بالكاد انتابتني فرحة عارمة بعد زيارتي لجميلتي ومحبوبتي ، اشتياق وحنين إلى أجمل الأيام ، قمت أنا وزوجتي وصغيري بزيارة جميع معالم المدينة الساحرة .
بداية من قلعة قايتباي ، والجلوس على الكورنيش وزيارة المنتزه ، وقضاء أجمل سهرة في ملاهي المعمورة ، وركوب القطار الداخلي والذي استمتعنا برؤية معالم تلك المدينة التي تفوق كل الخيال .
وعد رحلة دامت لأيام عدت مرة أخرى إلى بلدي ، ولكن كلي يقين بأن أعود وأعود وأعود مرة أخرى ، وإلى ما لانهاية إلى المدينة المحبوبة .
تعليقات
إرسال تعليق